هذا بيان للناس - الرحمة .. في القرآن «والله .. غفور رحيم»
كاتب الموضوع
رسالة
zezojust مشرف عام المنتدى الترفيهي
عدد المساهمات : 63 تاريخ التسجيل : 18/02/2011 العمر : 32 الموقع : مدينة الكرك الابية
موضوع: هذا بيان للناس - الرحمة .. في القرآن «والله .. غفور رحيم» الإثنين فبراير 21, 2011 10:26 pm
تعددت «غفور رحيم» جاء بها النص القرآني، في ختام آيات من ذكر الحكيم عديدة، وبثبات دلالة هذا التجاور الذي جمع بين «المغفرة» من جهة و»الرحمة» من جهة أخرى، إلا أن المعنى الدال على مقاصد هذا التجاور كان غالباً ما يختلف بين نص وآخر، وأن كان أحياناً يتطابق عند نصوص محددة، ولأن «غفور رحيم» كانت تأتي دائماً في ختام آية، فإنها كانت تشكل دوماً جزءاً من النتيجة التي تنتهي إليها كل آية، تحمل مقدمة تتحدث عن حقيقة عقائدية أو تشريعية، أو توجيهية تنقلها الوحي من الله تعالى عبر النص القرآني الذي غالباً ما كانت الآيات الكريمات تأتي به على نسق الأخبار ثم الاقرار وصولاً إلى النتيجة. هكذا نجد أن «غفور رحيم»، حيث تجاورت «المغفرة والرحمة»، بخيار من الله تعالى صاحب النص الذي أوحى به إلى سيد الخلق، نجد ان هذا التجاور، وان كان ظاهره يوحي بمعنى واحد، إلاّ أن دلالته قد تختلف من نص إلى آخر، على اننا نجد أن المقدمات التي انتهت إلى النتيجة «غفور رحيم» إنما جاءت غالبيتها تتحدث عن خروج على شروط أوجبتها العقيدة والشريعة، وهو خروج في الأغلب ينتج ذنباً يوجب العقوبة التي يرصدها الكتاب المرقوم، ثم تعرض يوم القيامة ليقوم عليها الحساب، الذي تجب عنده العقوبة، إلا إذا جاءت «المغفرة» هذه المغفرة التي تجسد «الرحمة» التي جعلها الله تعالى «وسعت كل شيء» من هنا جاءت الحقيقة أنه «ليس هناك ذنب لا تطاله مغفرة، وليس هناك مغفرة لا تطاول أبعاد الرحمة لأن «الله غفور رحيم». نقرأ الآية 110 من سورة النساء. «ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً». في مقدمة هذه الآية، والتي جاء مقدمة مبنية على الشرط «من يعمل سوءاً»، والعمل أو الأعمال السيئة لا تخفي على القلب والوجدان، وهي مرصودة بضوابط الشريعة، معلومة بصرف الناس وروابطهم الاجتماعية مبنية في مناهج الحياة، مفصلة عنه الوعي الحي، تقول إن السوء بأشكاله كلها، وألوانه جميعها، ودلائله التي نعرفها هذا السوء المرصود في عمل ابن آدم المنشور يوم الحساب، لايقاع العقاب، هذا السوء يمكن ان يسقط من الكتاب بشرط «ثم يستغفر الله» ان هذه الجملة التي جاء مباشرة بعد المقدمة التي صاغتها «من» الشرطية إنما وصفها الله تعالى شرطاً مقابل شرط سبقها: «من يعمل سوء»... «ثم يستغفر الله».. وأضاف إلى السوء هذا «ويظلم نفسه». هذا الحوار كما حملته المقدمة بما هي عليه طبيعتهما إنما يسقطان بـ»ثم يستغفر ربه» ذلك لأنهما سيجدان أن «الله غفوراً رحيماً» والله أعلم. [center]
هذا بيان للناس - الرحمة .. في القرآن «والله .. غفور رحيم»